AGU Researcher Publishes Dissertation on Strategic Foresight and Innovative Performance in Forensic Science

الباحث محمد غياث يناقش أطروحة دكتوراه حول الاستشراف الاستراتيجي والأداء المبتكر في علوم الطب الشرعي

Arabian Gulf University

22 Dec, 2025

ناقش الباحث بكلية التربية والعلوم الإدارية والتقنية في جامعة الخليج العربي، محمد عبدالله غياث، أطروحة دكتوراه هدفت إلى استكشاف العوامل المؤثرة في الاستشراف الاستراتيجي ودوره في تعزيز الأداء المبتكر، وذلك من خلال دراسة حالة إدارة الأدلة الجنائية في مملكة البحرين، ضمن متطلبات الحصول على درجة الدكتوراه في برنامج إدارة الابتكار والتقنية.

وقدمت الأطروحة دراسة تكاملية لدور الاستشراف الاستراتيجي في تعزيز الأداء المبتكر داخل المؤسسات الأمنية، مع تحليل تأثير العوامل التنظيمية الداخلية والخارجية على كل من ممارسات الاستشراف الاستراتيجي والأداء المبتكر. وتُعد هذه الدراسة من أوائل الدراسات الاستشرافية الأمنية في مجال علوم الطب الشرعي، مما يجعلها إضافة نوعية للمكتبة الأمنية، ويعزز الفهم العلمي والتطبيقي للعمل المؤسسي في هذا القطاع الحيوي.

اعتمدت الدراسة على المنهج المختلط، من خلال الجمع بين التحليل الكمي باستخدام النمذجة بالمعادلات الهيكلية (SEM)، والتحليل النوعي القائم على إجراء مقابلات متخصصة، إلى جانب تطبيق التثليث المنهجي لتعزيز موثوقية النتائج وعمق تفسيرها.

وانطلقت الدراسة من إطار نظري استند إلى نظرية الموارد، ونظرية المعرفة، ونظرية القدرات الديناميكية، حيث فسّرت هذه النظريات الاستشراف الاستراتيجي بوصفه قدرة تنظيمية ناتجة عن توظيف الموارد الداخلية للمؤسسة، وتكامل المعرفة، وتعزيز التكيف المؤسسي.

وأظهرت نتائج الدراسة وجود علاقات مباشرة ودالّة إحصائيًا بين العوامل التنظيمية الداخلية والخارجية، والاستشراف الاستراتيجي، والأداء المبتكر، بما يتسق مع الطرح النظري لهذه الأطر. وصرّح الباحث غياث: "برزت العوامل الداخلية، ولا سيما الثقافة التنظيمية، باعتبارها المحرّك الأقوى تأثيرًا على كل من الاستشراف الاستراتيجي والأداء المبتكر، وهو ما ينسجم مع نظرية الموارد ونظرية المعرفة اللتين تؤكدان مركزية الثقافة في تدفق المعرفة وتعزيز التعلم التنظيمي".

وفي المقابل، كان للعوامل الخارجية دور داعم في الاستشراف الاستراتيجي، من خلال توجيه الابتكار بالمعرفة المرتبطة بالبيئة المؤسسية واحتياجات الجهات المستفيدة، بما يعكس منطق نظرية القدرات الديناميكية التي تربط الابتكار بقدرة المؤسسات على استشعار التغيرات البيئية والتكيف معها.

وأكدت النتائج أن الاستشراف الاستراتيجي يمثل قدرة تنظيمية مستقلة تسهم بشكل مباشر في تعزيز الأداء الابتكاري، من خلال دعم الجاهزية المؤسسية، وتوجيه التفكير المستقبلي، وتحسين تكامل الموارد التنظيمية والمعرفة والقدرات التكيفية داخل المؤسسات الأمنية.

وفي هذا السياق، بيّنت نتائج التحليل النوعي أهمية القيادة الداعمة، ولا سيما القيادة التحويلية والقيادة التفويضية، بوصفها ممكنات تنظيمية تسهم في تهيئة بيئة محفّزة لممارسات الاستشراف الاستراتيجي وتعزيز الابتكار، عبر دعم المشاركة، وتمكين الوحدات التنظيمية، وتشجيع تبادل المعرفة.

وفي المقابل، أظهرت الدراسة أن محدودية التكامل المؤسسي، ومقاومة التغيير، والقيود المالية قد تحدّ من الأثر المتوقع لكل من الاستشراف الاستراتيجي والأداء المبتكر، مما يبرز أهمية بناء منظومة مؤسسية متماسكة توازن بين الممكنات التنظيمية والتحديات القائمة، وتدعم استدامة الممارستين معًا.

وخلص الباحث إلى مجموعة من التوصيات التطبيقية، أكدت أهمية تعزيز الثقافة التنظيمية داخل المؤسسات الأمنية، وتحسين تكامل العمل بين الوحدات التنظيمية، وتعظيم الاستفادة من المعرفة التنظيمية واحتياجات الجهات المستفيدة، إلى جانب تطوير توظيف الأدوات التحليلية والبيانية الحديثة، بوصفها مسارات عملية لتفعيل الاستشراف الاستراتيجي بما ينعكس إيجابًا على دعم الأداء المبتكر ورفع الجاهزية المؤسسية لمواجهة التحديات المستقبلية.

أشرف على الدراسة كل من الدكتورة عفاف بوغوى، أستاذ مشارك في تكنولوجيا المعلومات والاتصال كمشرف رئيسي، والأستاذ الدكتور عودة الجيوسي أستاذ سياسات الابتكار، والأستاذ الدكتور وهيب الناصر أستاذ الفيزياء التطبيقية بالجامعة.