
أكدت ضرورة تعزيز ممارسات إدارة المياه المستدامة.. ندوة تناقش سبل تطبيق الذكاء الاصطناعي في قطاع المياه في دول مجلس التعاون الخليجي
Arabian Gulf University
18 Feb, 2025
خرج المشاركين في ندوة "تطبيق الذكاء الاصطناعي في قطاع المياه" التي انطلقت أعمالها امس بتنظيم مشترك بين الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي، وجمعية علوم تقنية المياه الخليجية، وجامعة الخليج العربي بتأكيد ضرورة تعزيز ممارسات إدارة المياه المستدامة من خلال البحث وتطبيق الذكاء الاصطناعي في تحسين إدارة المياه.
واستعرض المشاركون في الندوة التي أدارها أستاذ إدارة المواد المائية بجامعة الخليج العربي الأستاذ الدكتور وليد زباري كيفية استخدام هذه التكنولوجيا في مواجهة التحديات المائية في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، التي تعاني من قلة الموارد المائية بسبب المناخ الجاف والتوسع السكاني.
وأشار زباري إلى أهمية إقامة هذه الندوة في تقديم حلول مبتكرة لمشاكل المياه في المنطقة موكداً أن منطقة دول مجلس التعاون الخليجي تواجه تحديات مائية فريدة، تتطلب إدارة فعّالة للموارد المائية، ومن خلال تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي يمكن رفع مستوى الإدارة في ثلاث قضايا رئيسية وهي التحسين والتنبؤ والتحليل، وتشمل إدارة الطلب وكشف مواقع الهدر، اكتشاف التسربات، وتحسين عمليات تحلية المياه. وأضاف أن هذه الأدوات توفر حلولاً مبتكرة من شأنها أن تحسن استدامة المياه في المنطقة.
ناقشت الندوة، التي تحدث فيها الممثل الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وممثل المعهد الدولي لإدارة المياه (IWMI) الدكتور يوسف بروزيين، والخبير في الأنظمة الرقمية والذكية، رئيس قسم التعليم في معهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات في المملكة المتحدة وإيرلندا الشمالية الدكتور زياد الشباني أحدث التطبيقات للذكاء الاصطناعي في إدارة الموارد المائية، مستعرضين التحديات التي تواجه تبني هذه التقنيات وكيفية التغلب عليها، إلى جانب الاتجاهات المستقبلية والفرص التي توفرها هذه التكنولوجيا لتحسين إدارة المياه في دول الخليج والمنطقة العربية.
هذا، وقدم المتحدثان رؤى متميزة حول كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي في هذا المجال، وناقشا المعوقات الحالية والفرص المستقبلية، مؤكدين أن الذكاء الاصطناعي يمثل ضرورة استراتيجية لتحقيق استدامة المياه في دول مجلس التعاون الخليجي، حيث إن كل قطرة ماء تصبح أكثر أهمية في مواجهة تحديات ندرة المياه، في الوقت الذي أجابوا فيه على أسئلة المتابعين للندوة والذين فاق عددهم 120 أكاديمي وباحث ومهتم من مختلف دول العالم وتبادلوا معهم الخبرات في سبل تطبيق الذكاء الاصطناعي في قطاع المياه في دول المجلس.
من جانبه، أكد مدير إدارة الطاقة في الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي الدكتور محمد الرشيدي أهمية دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز إدارة الموارد المائية، خصوصاً في دول مجلس التعاون التي تعاني من تحديات كبيرة في هذا المجال، مثل ندرة المياه وتزايد تأثيرات تغير المناخ، لافتاً إلى أن قضية الأمن المائي تعد من الأولويات القصوى لدول مجلس التعاون الخليجي في ظل تحديات متعددة، مثل زيادة الطلب على المياه وقلة الموارد الطبيعية، ما يستدعي تبني تقنيات متقدمة مثل الذكاء الاصطناعي لمواجهة هذه الصعوبات.
وأشار الدكتور الرشيدي إلى أن الذكاء الاصطناعي يتيح إمكانيات كبيرة في قطاع المياه، مثل التحليلات التنبؤية لتحسين استهلاك المياه، واستخدام أجهزة استشعار ذكية للكشف عن الهدر وتقليصه. لكنه شدد على ضرورة مواجهة بعض التحديات المتعلقة بتوفر البيانات، والأطر التنظيمية، وبناء القدرات لضمان تكامل هذه التقنيات بفعالية في قطاع المياه.
ومن جانبه، أكد رئيس مجلس إدارة جمعية علوم وتقنية المياه الخليجية المهندس عبدالرحمن المحمود أن إدارة الموارد المائية تعتبر من أبرز التحديات الاستراتيجية التي تواجه دول مجلس التعاون الخليجي، حيث تعاني هذه الدول من ندرة كبيرة في الموارد المائية الطبيعية، في مقابل نموا سكانيا وتطورا اقتصاديا سريعا يزيد من الطلب على المياه وتكاليف توفيرها، موضحا أنه مع التطورات السريعة في مجالات التقنيات الناشئة، يأتي الذكاء الاصطناعي بقدراته الهائلة ليقدم حلولا مبتكرة لإدارة الموارد المائية بكفاءة وفعالية.
وفي السياق، دعا المشاركون في الندوة إلى تعزيز الوعي بأهمية الذكاء الاصطناعي في مواجهة تحديات المياه، وتشجيع الابتكار والشراكات بين القطاعين العام والخاص لتطوير حلول ذكية ومستدامة لإدارة الموارد المائية في المنطقة.